مجددي العصر وشيخهم الوارث المحمدي

اهلا بالزوار الكرام....نرجوا منكم التصرف بما يرضي الله ورسوله والابتعاد عن ما يغضبه
وكل تصرف ناتج عن اخلاق وتربية الشخص الذي تصرفه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مجددي العصر وشيخهم الوارث المحمدي

اهلا بالزوار الكرام....نرجوا منكم التصرف بما يرضي الله ورسوله والابتعاد عن ما يغضبه
وكل تصرف ناتج عن اخلاق وتربية الشخص الذي تصرفه

مجددي العصر وشيخهم الوارث المحمدي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مجددي العصر وشيخهم الوارث المحمدي

اهلا وسهلا بكم في منتديات مجددي العصر وشيخهم الوارث المحمدي

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة

» مؤتمر الثوار في عمان صفعة في وجه أعداء العراق الدكتور محمد الجنابي
العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه Emptyالأربعاء أغسطس 06, 2014 1:24 am من طرف نقشبندي للنخاع

» لا إكراه في الدين .. ولكن لا حرية إعتقاد
العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه Emptyالسبت نوفمبر 30, 2013 4:33 pm من طرف هيثم الامير

» قصف مقر للعدو الامريكي ب5 قنابر هاون 82 ملم قاطع جنوب بغداد بتاريخ 22_11_2013
العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه Emptyالأحد نوفمبر 24, 2013 10:11 pm من طرف نقشبندي للنخاع

» جيش رجال الطريقة النقشبندية ابو سفيان النقشبندي 2014
العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه Emptyالأحد نوفمبر 24, 2013 8:31 pm من طرف ابو سفيان النقشبندي

» جيش رجال الطريقة النقشبندية قاطع جنوب بغداد يقصف مقر للعدو الأمريكي بـ 5 قنابر هاون 8
العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه Emptyالأحد نوفمبر 24, 2013 7:56 pm من طرف ابو سفيان النقشبندي

» مجموعة أناشيد جيش رجال الطريقة النقشبندية حفظهم الله
العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:40 pm من طرف نقشبندي للنخاع

» قصف مقر للعدو الأمريكي بصاروخ البينة قاطع جنوب ديالى بتاريخ 16_11_2013
العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 7:37 pm من طرف نقشبندي للنخاع

» قصف مقر للعدو الأمريكي ب هاون 82 ملم قاطع شرق بغداد بتاريخ 28_10_2013
العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 1:03 am من طرف نقشبندي للنخاع

» قصف مقر للعدو الامريكي بصاروخ البينة قاطع شمال نينوى بتاريخ 25_10_2013
العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 1:01 am من طرف نقشبندي للنخاع

مايو 2024

الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني


انشاء منتدى مجاني




    العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه

    هيثم الامير
    هيثم الامير
    المدير العام والمؤسس
    المدير العام والمؤسس


    عدد المساهمات : 30
    تاريخ التسجيل : 03/08/2012
    العمر : 32

    العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه Empty العارف بالله القطب الشيخ احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف هيثم الامير الأحد أغسطس 05, 2012 5:35 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هو السيد الشريف مرشد الإسلام وصاحب منقبة تقبيل يد الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا أبو العباس الشيخ أحمد الرفاعي الكبير.‏ ابن السيد السلطان علي أبي الحسن دفين بغداد،


    ابن السيد يحيى المغربي، ابن السيد ثابت، ابن السيد الحازم وهو علي أبو الفوارس، ابن السيد أحمد، ابن السيد علي ابن الحسن، ابن السيد أبي المكارم رفاعة الحسن المكي، ابن السيد المهدي، ابن السيد محمد أبي القاسم، ابن السيد الحسن، ابن السيد الحسين، ابن السيد موسى الثاني، ابن الإمام إبراهيم المرتضى، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمد الباقر، ابن الإمام زين العابدين ابن الإمام الشهيد المظلوم الحسين السبط، ابن الإمام عَلم الإسلام زوج البتول أم الحسنين عليها السلام سيدنا علي كرم الله وجهه ورضي عنه.‏ شيخ الطريقة والحقيقة الإمام الكبير، والزاهد العارف القطب الغوث، سيدنا وملجؤنا ومفزعنا، أبو العلمين السيد الشريف أحمد الرفاعي الكبير، وارث مضمر العلم العلوي.‏

    أما نسبه لأمه فأنه يتصل بالصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، وأما نسب أمه لأمها فإنه يتصل

    بالسيد الإمام الحسين رضي الله عنه، قال الشيخ الإمام عبد الكريم الرافعي في سواد العينين:

    نسبٌ قلادته الفخيمة كلها حتى الرسول فرائد وعصائم

    وقال الشيخ أحمد بن جلال اللاري في جلاء الصدى:

    نسب توورث كابر عن كابر كالرمح أنبوب على أنبوب

    وقد تشرف بذكر نسبه الطاهر جم غفير من الاكابر ورصعوا بذكر سيادته صفائح الدفاتر، وأفرد لنسبه الشريف جمع كبير من المشايخ، وزين بعضهم كتبه بذكر نسبه منهم: الشيخ برهان الدين علي الحلبي القاهري صاحب السيرة النبوية، والحافظ الزبيدي، والشيخ عبد العزيز الديريني، والشريف النسّابة نقيب النقباء شرف الدين محمد ابن عبد الله الحسيني في مشكاة الأنوار، والنسّابة ابن الأعرج الحسيني في بحر الأنساب، والنسابة ابن ميمون نظام الدين الواسطي في مشجَّرِه، والعلامة محمد الموصلي وغيرهم خلق كثير.

    أخذ الطريقة ولبس الخرقة عن الشيخ موسى الواسطي القاري، وهو لبسها من الشيخ أبي بكر الشبلي، وهو لبسها عن أبي القاسم الجنيد البغدادي القواريري سيد الطائفتين، عن خاله السري السقطي، عن معروف الكرخي، عن حبيب العجمي، عن الحسن البصري، عن الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه.‏ وكذلك أخذ الرفاعي الطريقة ولبس الخرقة من طريق ءاخر عن خاله الشيخ منصور البطائحي عن غيره، وصولا إلى الجنيد، عن السري السقطي، عم معروف الكرخي، عن علي الرضا، عن موسى الكاظم، عن جعفر الصادق، عن محمد الباقر، عن زين العابدين علي بن الحسن عن أبيه الشهيد المظلوم الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبيه الليث الغضنفر‏ سيدنا علي الأكرم، زوج البتول رضي الله عنهم.‏ ولد رضي الله عنه في قرية حَسَن بالبطائح، درس القرآن العظيم وتلقى العلوم الدينية في الفقه على مذهب الإمام الشافعي، وحفظ كتاب التنبيه وشرحه شرحا عظيما حتى صار عَلما‏ وفقيها شافعيا وعالما ربانيا، وشمر للطاعة وجدّ في العبادة حتى رجع مشايخه إليه وتأدب مؤدبوه بين يديه، ولقب بأبي العلمين أي علم الظاهر والباطن لما أفاض الله عليه من علوم كثيرة، حتى انعقد الإجماع في حياة مشايخه واتفقت كلمتهم على عظيم شأنه، ثم عهد إليه خاله الشيخ منصور بمشيخة الشيوخ ومشيخة الأروقة المنسوبة إليه وأمره بالإقامة في أم عبيدة برواق جده.‏ وقد أثنى عليه الأئمة الكبار والعلماء الأجلاء كالشيخ أبي شجاع الشافعي فقال: كان الشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنه، عَلما شامخا، وجبلا راسخا، وعالما جليلا، ومحدثا فقيها مفسرا، ذا روايات عاليات، وإجازات رفيعات، قارئا مجودا حافظا مجيدا، حجة، متمكن في الدين، سهلا على المسلمين، صعبا على الضالين، هيّنا ليّنا هشّا بشّا، ليّن العريكة، حسنَ الخَلْق، كريم الخُلق، حلو المكالمة، لطيف المعاشرة، لا يمله جليسه، ولا ينصرف عن مجالسه إلا لعبادة، حمولا للأذى، وفيا إذا عاهد، صبورا على المكاره، متواضعا من غير ذلة، كاظما للغيظ من غير حقد، أعرفَ اهل عصره بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلمَهم بها، بحرا من بحار الشرع، سيفا من سيوف الله، وارثا أخلاق جده رسول الله.إهـ.‏ وكان رضي الله عنه أبا الأيتام، ربيع المساكين، يجبُر اليتيم ويربيه، ويقرب المساكين، ويعطي الأرامل من غير سؤال، ويسعف المحتاج من غير إهمال، وكان يجمع الحطب، ثم يفرقه على الأرامل والمساكين والمرضى والزَمنى والمشايخ، ويقول: الشفقة على الإخوان مما يقرب إلى الله. وكان يقول: أنا حُميد اللاش، أنا لاش اللاش. وكان يقول: إذا رأيتُ يتيما يبكي يتقلقل كل عضو مني وكان يمشي إلى الزمنى فيغسل ثيابهم، ويفلي رءوسهم وثيابهم ، ويحمل إليهم الطعام، ويأكل معهم ويجالسهم، ويسال الله تعالى لهم العافية، ‏ويسالهم ‏الدعاء. وكذلك كان يفعل مع العميان والمرضى والعرجان.‏ وكان يقضي حوائج العجائز والأرامل من النصارى ويخدمهم ويحسن إليهم حتى أسلم خلقٌ كثير منهم على يديه، وكانوا يسمونه أبا الأيتام والمساكين. وأخبار شفقته على الخلق أكثر من أن نحصرها وفي ذلك يقول رضي الله عنه: وصلنا إلى ما وصلنا إليه بالشفقة على عباد الله.‏ ولو أردنا استيعاب فضائله لضاق الوقت، ولكنا نورد ما فيه البلاغ.‏ أما كراماته فكثيرة نذطر منها الكرامة المشهورة وهي منقبة تقبيله يدَ النبي صلى الله عليه وسلم وسماع صوته الشريف فيما نقله الإمام جلال الدين السيوطي في إثبات هذه الكرامة ما نصه: حدثنا شيخ الإسلام الشيخ كمال الدين إمام الكاملية، عن شيخ مشايخنا الإمام العلامة الهمام الشيخ شمس الدين الجزري، عن شيخه الإمام الشيخ زين الدين المراغي، عن شيخ الشيوخ البطل المحدث الواعظ الفقيه المقرئ المفسر الإمام القدوة الحجة الشيخ عزالدين الفاروثي الواسطي، عن أبيه الأستاذ الأصيل العلامة الجليل الشيخ أبي اسحق إبراهيم الفاروثي، عن أبيه إمام الفقهاء والمحدثين وشيخ اكابر الفقراء والعلماء العالمين الشيخ عز الدين أبي الفرج الفاروثي الواسطي قُدست أسرارهم جميعا قال: كنت مع شيخنا ومفزِعنا وسيدنا أبي العباس القطب الغوث الجامع الشيخ السيد أحمد الرفاعي الحسيني رضي الله عنه، عام خمس وخمسين وخمسمائة العام الذي قدّر الله له فيه الحج، فلما وصل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقف تجاه حجرة النبي عليه الصلاة والسلام وقال على رءوس الأشهاد: “السلام عليك يا جدي”، فقال له عليه الصلاة والسلام: “وعليك السلام يا ولدي”، سمع ذلك كل من في المسجد النبوي فتواجد سيدنا السيد أحمد وأرعد واصفرّ لونه وجثا على ركبتيه ثم قام وبكى وأنَّ طويلا وقال: يا جداه:‏ في حالة البعد روحي كنت أرسلها … تقبل الأرض عني وهيَ نائبتي وهذه دولة الأشباح قد حضرتْ … فامددْ يمينك كي تحظى بها شفتي فمدَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة العطرة من قبره الأزهر المكرم فقبلها في ملأ يقرُبُ من تسعين ألف رجل والناس ينظرون اليد الشريفة، وكان في المسجد مع الحُجاج الشيخ حياة ابن قيس الحراني، والشيخ عبدالقادر الجيلي المقيم ببغداد، والشيخ خميس، والشيخ عدي بن مسافر الشامي، وغيرهم نفعنا الله بعلومهم وتشرفنا معهم برؤية اليد المحمدية الزكية.‏ وفي يومها لبس الشيخ حياة بن قيس الحراني خِرقة السيد أحمد الكبير واندرج في سلك أصحابه.‏ وكراماتُه أكثر من أن نحصرها وفي هذا ما يكفي لبيان علو منزلة هذا الإمام الجليل رضي‏ الله عنه ونفعنا والمسلمين ببركاته.‏



    السيد الجليل والإمام الزاهد أحمد الرفاعي

    عرف التاريخ الإسلامي عبر عصوره رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، باتباعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الاتباع الكامل ، فكانوا أئمة هدى ونور ، حيث جعلوا الدنيا منهم على القفا ، وسلكوا طريق المصطفى وقاموا بنصرة الشرع القويم والذب عن حياض المسلمين ، فأكرمهم الله تعالى بأن جعلهم من أوليائه الصالحين وعباده المخلصين .

    ومن هؤلاء السيد الجليل والإمام الزاهد أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه

    هو الشيخ الزاهد القدوة العارف بالله أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة .

    *** مولده :

    ولد رضي الله عنه سنة 512 للهجرة في العراق في قرية حسن بالبطائح، والبطائح عدة قرى مجتمعة في وسط الماء بين واسط والبصرة، وفي السابعة من عمره توفي أبوه في بغداد فكفله خاله الشيخ الزاهد القدوة منصور البطائحي وقد رباه تربية دينية وأحسن تربيته .

    نشأته العلمية ومشايخه :

    نشأ الإمام أحمد الرفاعي منذ طفولته نشأة علمية وأخذ في الانكباب على العلوم الشرعية ، فقد درس القرءان العظيم وترتيله على الشيخ المقرىء والشيخ عبد السميع الحربوني في قريته وله من العمر سبع سنين ، وانتقل من خاله ووالدته وأخوته إلى بلدة ” نهر دفلي ” من قرى واسط في العراق وأدخله خاله على الإمام الفقيه الشيخ أبي الفضل علي الواسطي رضي الله عنه وكان مقرئا ومحدثا وواعظا عالي الشأن . فتولى هذا الإمام أمره وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه ، فجدَّ السيد أحمد الرفاعي في الدرس والتحصيل للعلوم الشرعية حتى برع في العلوم النقلية والعقلية ، وأحرز قصب السبق على أقرانه وكان الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه يلازم دروس العلم ومجالس العلماء ، فقد كان يلازم درس خاله الشيخ أبي بكر سلطان علماء زمانه كما كان يتردد على حلقة خاله الشيخ منصور البطائحي ، وتلقى بعض العلوم على الشيخ عبد الملك الحربوني وحفظ رضي الله عنه كتاب ” التنبيه ” في الفقه الشافعي للإمام أبي إسحق الشيرازي وقام بشرحه شرحا عظيما ، وأمضى رضي الله عنه أوقاته في تحصيل العلوم الشرعية على أنواعها ، وشمَّر للطاعة وجَدَّ في العبادة حتى أفاض الله عليه من لدنه علما خاصا حتى صار عالما وفقيها شافعيا وعالما ربانيا رجع مشايخه إليه وتأدب مؤدبوه بين يديه .

    وكان الشيخ الجليل أبو الفضل علي محدث واسط وشيخها قد أجاز الإمام أحمد الرفاعي وهو في العشرين من عمره إجازة عامة بكل علوم الشريعة والطريقة وأعظم شأنه ولقبه ” بأبي العلمين ” أي الظاهر والباطن لما أفاض الله عليه من علوم كثيرة حتى انعقد الإجماع في حياة مشايخه واتفقت كلمتهم على عظيم شأنه ورفعة قدره .

    وفي الثامن والعشرين من عمر الإمام أحمد الرفاعي الكبير عهد إليه خاله منصور بمشيخة المشايخ ومشيخة الأروقة المنسوبة إليه وأمره بالإقامة في أم عبيدة برواق جده لأمه الشيخ يحيى النجاري والد الشيخ منصور الذي تولى كفالته العلمية وتعليمه منذ طفولته .

    *** جهاده في تعليم الناس أمور دينهم :

    دأب الإمام الرفاعي كغيره من العلماء العاملين في تعليم الناس أمور دينهم وجَدَّ في الوعظ والإرشاد وعقد حلق العلم حتى كان نبراسا يستضيء به الناس فيما ينفعهم ، وكان رضي الله عنه لا يفتر عن تعليم الناس هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وأسرار القرءان العظيم .

    وفي رسالة ” سواد العينين في مناقب أبي العلمين ” للإمام الرافعي قال : أخبرني الفقيه العالم الكبير بغية الصالحين قال : كنت في ” أم عبيدة ” زائرا عند السيد أحمد الرفاعي في رواقه وحوله من الزائرين أكثر من مائة ألف إنسان منهم الأمراء والعلماء والشيوخ والعامة ، وقد احتفل بإطعامهم وحسن البشر لهم كلٌّ على حاله ، وكان يصعد الكرسي بعد الظهر ، فيعظ الناس ، والناس حلقا حلقا حوله ، فصعد الكرسي بعد ظهر خميس وفي مجلسه وعاظ واسط ، وجم كثير من علماء العراق وأكابر القوم ، فبادر القومَ باسئلة من التفسير وءاخرون بأسئلة من الحديث ، وجماعة من الفقه ، وجماعة من الأصول ، وجماعة من علوم أخرى ، فأجاب على مائتي سؤال من علوم شتى ولم يتغير حاله حال الجواب ، ولا ظهر عليه أثر الحدة ، فأخذتني الحيرة من سائليه ، فقمت وقلت : أما كفاكم هذا ؟ والله لو سألتموه عن كل علم دُوّن لأجابكم بإذن الله بلا تكلف، فتبسم وقال : ” دعهم أبا زكريا يسألوني قبل أن يفقدوني ، فإن الدنيا زوال ، والله محول الأحوال ” ، فبكى الناس وتلاطم المجلس بأهله وعلا الضجيج ، ومات في المجلس خمس رجال وأسلم من الصابئين ثمانية ءالاف رجل أو أكثر وتاب أربعون ألف رجل.

    *** كتبه ومؤلفاته :

    للسيد الإمام أحمد الرفاعي مؤلفات كثيرة أكثرها فقد في موقعة التتار ، ومما وصل إلينا من كتبه : “-

    ترك رضي الله عنه العديد من المؤلفات إلا أن أكثرها لم يصل إلينا وقد فقدت بعد دخول

    التتار إلى بغداد، ومن مؤلفاته نذكر ما يلي:

    ا- معاني بسم الله الرحمن الرحيم، وهو كتاب في التفسير على طريقة القَوم.

    ?- تفسير سورة القدر.

    ?- شرح كتاب التنبيه للشيرازي، في الفقه الشافعي.

    ?- الطريق إلى الله، في التصوف.

    ?- البهجة، في التصوف.

    ?- الحِكَم، في التصوف والمواعظ – شرح التنبيه ( فقه شافعي ).

    ?- حالة أهل الحقيقة مع الله، وهو أربعون حديثا بالإسناد المتصل ألقاها السيد أحمد

    الرفاعي في أربعين مجلسا جمعها الفقيه الشافعي أبو شجاع الشافعي.

    8 – الصراط المستقيم .

    9 – النظام الخاص لأهل الاختصاص .

    10 – المجالس الأحمدية .

    11 - البرهان المؤيد، وهو من أشهر كتبه، وقد وصفه الإمام الرافعي بقوله: “هو الكتاب الجليل

    الذي عز شأن سبكه عن المثيل الذي جمعه من مجالس وعظه ودونه شيخ الإسلام شرف

    الدين ابن الشيخ عبد السميع الهاشمي العباسي الو اسطي نفعنا الله بهم أجمعين” اهـ.

    وقد جمع كلماته الحكَمية المحدث الشيخ عبد العظيم ابن عبد القوي بن أحمد المنذري

    في كتاب سماه “المجالس الأحمدية” أورد فيه ما قاله سيدنا أحمد الرفاعي رضي الله عنه في

    كل مجلس على الغالب بعينه.

    وكذا جمع الشيخ إبراهيم الراوي الرفاير البغدادي كتابًا ذكر فيه أحزاب وأوراد السيد أحمد

    رضي الله عنه وأسماه ” كتاب السير والمساعي”.

    *** سيرته وأخلاقه :

    كان رضي الله عنه يأمر في مجلس وعظه بالتزام حدود الشرع ، ويحذر الناس من أهل الشطح والغلو ويقول : ” هؤلاء قطاع الطريق فاحذروهم ” وكان يكره أصحاب القول بالحلول والوحدة المطلقة الذين يقولون إن الله تعالى يحل بالعالم ويقول : ” هؤلاء قوم أخذتهم البدعة من سروجهم ، إياكم ومجالستهم ” وكان يأمر باتباع هدى الشريعة والسير على طريقة المصطفى ويقول : ” اتبع ولا تبتدع ، فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السلامة ، وإن ابتدعت هلكت ” وبالجملة كان الإمام أحمد الرفاعي الكبير يسير على خطى جده عليه الصلاة والسلام في أقواله وأفعاله وأخلاقه وينهج طريقته حتى نال المقام العالي والدرجات السنية .

    كان رضي الله عنه غني النفس، حسن المعاشرة، دائم الاطراق، كثير الحِلم، كاتما للسر،

    حافظًا للعهد، كثير الدعاء للمسلمين، هيّنا ليّنا، يصل من قطعه، ويعطي من منعه،

    ويعفو عمن ظلمه، ويحسن مجاورة من جاوره، ويطعم الجائع، ويكسي العَريان، ويعود

    المريض، ويشيع الجنائر، ويجالس الفقراء، ويواكل المساكين، ويصبر على الأذى، ويبذل

    المعروف، إن مُنِعَ صبر، ويحث على فعل الخير ويرشد إلى مكارم الأخلاق، ويقبل عذر

    المعتذر له، حزنه أكثر من فرحه، إذا مشى في الطريق لا ينظر إلا موضع قدمه، يأخذ بأيدي

    العمي ويقودهم، ويتردد في الليل إلى أبواب المساكين، ويحمل لهم الطعام ولا يعرفهم بنفسه،

    كان لليتيم كالأب، وله مناقب كثيرة وهي كما قال الحافظ المؤرخ الحجة تاج الدين المسبكي:

    “لو أردنا استيعاب فضائله لضاق الوقت “، وقال أيضا:”ومناقبه أكثر من أن تحصر”.

    وروى الرافعي أيضا بالإسناد أن بنتا تسمى فاطمة الحدادية ولدت حدباء ولما كبرت وءان

    أوان مشيها فإذا بها عرجاء ثم سقط شعر رأسها لعاهة، ففي يوم من الأيام حضر السيد أحمد

    الرفاعي رضي الله عنه الحدادية فاستقبله أهلها والعرجاء فاطمة بين الناس مع النساء وبنات

    الحدادية يستهزئن بها، فلما أقبلت على سيدنا أحمد قالت: أي سيدي أنت شيخي وشيخ

    والدتي وذخري أشكو إليك ما أنا فيه لعل الله ببركة ولايتك وقرابتك من رسول الله

    (صلّى الله عليه وسلّم) أن يعافيني مما أنا فيه فقد زهقت روحي من استهزاء بنات الحدادية،

    فأخذته الشفقة عليها وبكى رحمة لحالها ثم ناداها: ادني مني، فدنت منه فمسح بيده المباركة

    على رأسها وظهرها ورجليها فنبت بإذن الله شعرها وذهب احديدابها وتقومت رجلاها

    وحسن حالها (ولذلك سمي شيخ العريجاء).

    *** زهده وتواضعه :

    كان الإمام أحمد الرفاعي الكبير متواضعا في نفسه ، خافضا جناحه لإخوانه غير مترفع وغير متكبر عليهم ، وروي عنه أنه قال : ” سلكت كل الطرق الموصلة فما رأيت أقرب ولا أسهل ولا أصلح من الافتقار والذل والإنكسار ، فقيل له : يا سيدي فكيف يكون ؟ قال : تعظم أمر الله،

    وتشفق على خلق الله ، وتقتدي سنة سيدك رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ، وكان رضي الله عنه يخدم نفسه ، ويخصف نعله ، ويجمع الحطب بنفسه ويشده بحبل ويحمله إلى بيوت الأرامل والمساكين وأصحاب الحاجات ، ويقضي حاجات المحتاجين ، ويقدم للعميان نعالهم، ويقودهم إذا لقي منهم أناسا إلى محل مطلوبهم ، وكان رضي الله عنه يمشي إلى المجذومين والزمنى ويغسل ثيابهم ويحمل لهم الطعام ، ويأكل معهم ويجالسهم ويسألهم الدعاء ، وكان يعود المرضى ولو سمع بمريض في قرية ولو على بعد يمضي إليه ويعوده ، وكان شفيقا على خلق الله يرأف باليتيم ، ويبكي لحال الفقراء ويفرح لفرحهم ، وكان يتواضع كل التواضع للفقراء .

    وقد قال مشايخ أهل عصره : ” كل ما حصل للرفاعي من المقامات إنما هو من كثرة شفقته على الخلق وذل نفسه رضي الله عنه ، وكان رضي الله عنه يعظّم العلماء والفقهاء ويأمر بتعظيمهم واحترامهم ويقول :

    ” هؤلاء أركان الأمة وقادتها ” .

    *** سخاؤه وزهده وسلامة طويته :

    كان رضي الله عنه متجردا من الدنيا ، ولم يدخر أموالها ، بل كان لا يجمع بين لبس قميص وقميص لا في صيف ولا في شتاء ، مع أن ريع أملاكه كان أكثر من ريع أملاك الأمراء ، وكان كل ما يحصل منها ينفقه في سبيل الله على الفقراء والسالكين والواردين إليه ، وكان يقول :

    ” الزهد أساس الأحوال المرضية والمقامات السنية ” ، وكان رضي الله عنه مقتديا بأخلاقه بجده الرسول صلى الله عليه وسلم فكان لا يجازي قط السيئة بالسيئة بل يعفو ويصفح ويصبر على المكاره .

    وكان رضي الله عنه يقول : ” طريقي دين بلا بدعة ، وعمل بلا كسل ، ونية بلا فساد ، وصدق بلا كذب ، وحال بلا رياء ” .

    *** تلاميذه والمنتسبون إليه بالطريقة :

    كثُر تلاميذ الإمام أحمد الرفاعي الكبير في حياته وبعد مماته حتى قال ابن المهذب في كتابه : ” عجائب واسط ” : بلغ عدد خلفاء السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه وخلفائهم مائة وثمانين ألفا حال حياته ، ومن عظيم فضل الله على السيد الجليل أحمد الرفاعي أنه لم يكن في بلاد المسلمين مدينة أو بليدة أو قطر تخلو زواياه وربوعه من تلامذته ومحبيه العارفين المرضيين .

    وكان غالب الأقطاب المشهورين في الأقطار الإسلامية ينتهون إليه من طريق الخرقة على الغالب ، لذلك لقب الإمام أحمد رضي الله عنه بشيخ الطرائق والشيخ الكبير وأستاذ الجماعة إلى ءاخر ما هنالك من الألقاب .

    ومن الذين ينتمون إليه الشيخ الحافظ عز الدين الفاروقي ، والشيخ أحمد البدوي ، والعارف بالله أبو الحسن الشاذلي ، والشيخ نجم الدين الأصفهاني شيخ الإمام الدسوقي ، والشيخ أحمد علوان المالكي ، والحافظ جلال الدين السيوطي ، والشيخ عقيل المنبجي ، والشيخ علي الخواص ، وغيرهم كثيرون من الأقطاب والعلماء ومشايخ الطرق .

    *** من كرامات السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه :

    الكرامة هي أمر خارق للعادة تظهر على يد المؤمن المستقيم بطاعة الله وبذلك تفترق الكرامة عن السحر والشعوذة ، وتفترق الكرامة عن المعجزة بأن المعجزة تكون لإثبات النبوة ، وأما الكرامة فتكون للدلالة على صدق اتباع صاحبها لنبيه .

    وكل ما يصح أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي الا ما كان من خصائص النبوة، ويجب الإيمان بوجود الأولياء وكراماتهم ، والولي هو المؤمن المستقيم بطاعة الله بأداء الواجبات واجتناب المحرمات والإكثار من نوافل العبادات ، لذلك لا ينكر الكرامات التي حصلت وتحصل مع أولياء الله الصالحين إلا الجاهل بأمور الدين ، لأن الله سبحانه نص في كتابه الكريم على كرامات أوليائه المتقين .

    والشيخ أحمد الرفاعي الكبير المشهور بعلمه الغزير وزهده وورعه وعبادته وتقواه هو أحد أولياء الله العارفين الذين أنعم الله عليهم بكثير من الكرامات المشهورة والمدون كثير منها في الكتب ، ومن أشهر هذه الكرامات التي تكرم الله بها عليه وأعلاها شأنا تقبيله يد جده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد تلقاها الناس خلفا عن سلف حتى بلغت مبلغ التواتر ، ولا عبرة بعد ذلك بمن أنكرها وردها ، هذا وقد ذكرها وأثبتها كثير من العلماء في كتبهم منهم ” الحافظ السيوطي ، والمحدث المناوي ، والإمام الشعراني وغيرهم من العلماء ، يقول الإمام عز الدين الفاروقي في كتابه ” إرشاد المسلمين ” : ” أخبرني أبي الحافظ محي الدين أبو إسحق عن أبيه الشيخ عمر الفاروقي أنه قال : كنت مع سيدنا وشيخنا السيد أحمد الكبير الرفاعي الحسيني رضي الله عنه عام حجه الأول وذلك سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، وقد دخل المدينة يوم دخوله القوافل إليها قوافل الزوار من الشام والعراق واليمن والمغرب والحجاز وبلاد العجم وقد زادوا على تسعين ألفا ، فلما أشرف على المدينة المنورة ترجل عن مطيته ومشى حافيا إلى أن وصل الحرم الشريف المحمدي ولازال حتى وقف تجاه الحجرة العطرة النبوية فقال : السلام عليك يا جدي ، فقال رسول الله له : ” وعليك السلام يا ولدي ” ، سمع كلامه الشريف كل من في الحرم النبوي ، فتواجد لهذه المنحة العظيمة والنعمة الكبرى وحنَّ وأنَّ وبكى وجثا على ركبتيه مرتعدا ثم قام وقال :

    في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبـل الأرض عـني وهــي نـائبتي

    وهذه دولة الأشـــباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي

    فمدَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة النورانية من قبره الأزهر الكريم فقبلها والناس ينظرون ، وقد كان في الحرم الشريف الألوف حين خروج اليد الطاهرة المحمدية ، وكان من أكابر العصر فيمن حضر الشيخ حياة بن قيس الحراني ، والشيخ عدي بن مسافر ، والشيخ عقيل المنبجي ، وهؤلاء لبسوا خرقة السيد أحمد رضي الله عنه وعنهم في ذلك اليوم واندرجوا بسلك أتباعه ، وكان فيمن حضر الشيخ أحمد الزاهر الأنصاري ، والشيخ شرف الدين بن عبد السميع الهاشمي العباسي ، وخلائق كلهم تبركوا وتشرفوا برؤيا اليد المحمدية ببركته رضي الله عنه ، وبايعوه هم ومن حضر على المشيخة عليهم وعلى أتباعهم رحمهم الله ” .

    ثناء العلماء عليه

    أثنى عليه الكثير من العلماء والفقهاء والمحدثين، وأفردت التآليف في ذكر مناقبه، وممن أثنى عليه

    القاضي أبو شجاع الشافعي صاحب المتن المشهـور في الفقه الشافعي، فقد ذكر الإمام

    الرافعي ما نصه: “حدثني الشيخ الإمام أبو شجاع الشافعي فيما رواه قائلا: كان السيد أحمد

    الرفاعي رضي الله عنه علما شامخا، وجبلا راسخا، وعالما جليلا، محدثا فقيهًا، مفسرًا ذا روايات

    عاليات، وإجازات رفيعات، قارئا مجودًا، حافطا مُجيدا، حُجة رحلة، متمكنا في الدين” إلى

    أن قال: “أعلم أهل عصره بكتاب الله وسنة رسوله، وأعملهم بها، بحرا من بحار الشرع،

    سيفًا من سيوف الله، وارثا أخلاق جده رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)” ا.هـ.

    وقال الشيخ المؤرخ أبو الحسن المعروفُ بابن الأثير: “وكان صالحا ذا قبول عظيم عند الناس،

    وعنده من التلامذة ما لا يحصى ” ا.هـ، ووصفه المؤرخ الفقيه صلاح الدين الصفدى

    بالزاهد الكبير سلطان العارفين في زمانه. بقوله: “الامام القدوة العابد الزاهد، شيخ العارفين”. ا.هـ.

    وترجمه ترجمة حافلة في تاريخه، ووصفه الأمام الجليل شافعي عصره عبد الكريم الرافعي

    بالشيخ الأكمل والغوث المبجّل، وقال الشيخ المحدث الجليل عبد السميع الهاشمي الواسطي:

    “كان السيد أحمد ءاية من ءايات الله” ا.هـ.، وقال فيه شيخه الشيخ منصور البطائحيُّ

    “وزنته بجميع أصحابي وبي أيضا فرجحنا جميعًا” اهـ، وقال فيه العلامة الفقيه اللغوي

    صاحب القاموس المحيط الفيروز آبادي:

    أبا العلمين أنت الفرد لكن إذا حُسب الرجال فأنت حزب

    وقد بشر به قبل ولادته أكابر الأولياء منهم الشيخ الكبير تاج

    العارفين أبو الوفا، والشيخ نصر الهماماني، والشيخ أحمد بن خَميس، والشيخ أبو بكر النجاري

    الأنصارى، والشيخ منصور البطائحي وغيرهم خلق كثير.

    وقد وصفه المؤرخ ابن خلكان بقوله: “كان رجلاً صالحًا، فقيها شافعي المذهب” ا.هـ،

    وقال فيه المؤرخ ابن العماد:” الشيخ الزاهد القدوة” ا.هـ.، وذكره ابن قاضي شهبة في

    طبقات الشافعية وعدّه من فقهائهم، وأدخله كذلك الإمام الحجة المفسر الحافظ المؤرخ

    تاج الدين السبكي في عداد الفقهاء الشافعية فذكره في طبقات الشافعية ووصفه بقوله:

    “الشيخ الزاهد الكبير أحد أولياء الله العارفين والسادات المشمرين أهل الكرامات الباهرات “.

    وممن أثنى عليه أيضا الشيخ الولي الكبير الإمام الغوث عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه.

    وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراني: “هو الغوث اكبر والقطب الأشهر أحد أركان الطريق

    وأئمة العارفين الذين اجتمعت الأمة على إمامتهم واعتقادهم” ا.هـ.

    تلاميذه:

    تخرج على يديه رضي الله عنه الآلاف من التلامذة، وسلك عليه العديد من العلماء والفقهاء

    والمحدثين فانتفع به خلق كثير ولا نستطيع إحصاءهم في هذه الورقات فمن منا يستطيع

    إحصاء النجوم، وقد اتفق المؤرخون ورجال الطبقات وأصحاب كتب الرقائق على ذلك.

    وممن تخرج على يديه الشيخ الفقيه الشافعي أبو شجاع صاحب المتن المشهور في الفقه الشافعي،

    والإمام المعمر محمد بن عبد السميع الهاشمي الواسطي، والشيخ الحجة عمر أبو الفرج عز

    الدين الفاروثي الواسطي (محدث حافظ)، والفقيه بقية الصالحين أبو زكريا يحيى بن

    يوسف العسقلاني الحنبلي، والأمام الكبير أبو الفتح الواسطي، والشيخ العارف أبو المعالي

    بدر العَاقولي، والشيخ الكبير حسن القَطناني المعروف بالشيخ حسن الراعي، والإمام الجليل

    جمال الدين الخطيب، والشيخ الولي الكبير إبراهيم الأعزب الرفاعي، والشيخ يعقوب

    الكراز الواسطي، والإمام العارف بالله حياة بن قيس الحرّاني، والشيخ العارف بالله إبراهيم

    بن محمد بن إبراهيم الكازروني صاحب شفاء الأسقام، والشيخ الحجة عماد الدين الزنجي،

    والشيخ الفقيه عبد المحسن الواسطي ابن شيخه علي الواسطي، والشيخ تقي الدين الواسطي،

    والشيخ صالح بن بكران، والشيخ منصور البطائحي الصغير، والشيخ جعفر الخزاعي المغربي،

    والشيخ الولي الشهير سعد البرزباني، والشيخ أبو بكر خطيب السعدية العلامة الشهير، د

    والشيخ علي بن نعيم المشهور، والشيخ عمر الهروي، وأمثالهم كثير رضي الله عنهم أجمعين.

    وقد قيل في مدحه:

    أبو العلمين الغوث ذو القدم التي على إثرها الأفراد لله تذهب

    عصابته زهرٌ النجوم وإنهم متى غاب منهم كوكبٌ لاح كوكب

    ما ألف في حقه:

    ألف العديد من السادة العلماء كتبا مفردة في الثناء عليه وذكر محاسنه ومناقبه ونذكر منها

    “ترياق المحبين في سيرة سلطان العارفين” للحافظ تقي الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن عبد

    المحسن الواسطي الشافعي محدث واسط، والنجم الساعي في مناقب القطب الكبير الرفاعي

    لأبي بكر بن عبد الله العيدروس العدني، وسواد العينين في مناقب الغوث أبي العلمين للإمام

    الحافظ عبد الكريم بن محمد الرافعي شافعي عصره، وغاية التحرير في نسب قطب العصر

    وغوث الزمان سيدنا أحمد الرفاعي للشيخ المفسر المحدث عبد العزيز الديِّريني الشافعي،

    وجلاء الصدى في مناقب إمام الهدى السيد أحمد الرفاعي للشيخ أحمد بن جلال اللاري

    المصري الحنفي، والشرف المحتم فيما من الله به على وليه السيد أحمد الرفاعي من تقبيل

    يد النبي (صلّى الله عليه وسلّم) للحافظ جلال الدين السيوطي، وروضة الناظرين للعارف

    بالله الوِتري، والنفحة المسكية للحافظ الصوفي عز الدين أحمد الفاروثي، والوظائف الأحمدية

    للشيخ القطب أحمد عز الدين الصياد، وإجابةُ الداعي في مناقب الإمام الرفاعي للبرزنجي،

    وشفاء الأسقام في سيرة غوث الأنام للشيخ إبراهيم بن محمد الكازروني، وربيع

    العاشقين للشيخ جمال الدين الحدادي، والدرة السامية في معرفة فضائل سلوك الطريقة الرفاعية

    للشيخ أحمد بن محمد بن خميس الحضرمي، وبغية الطالبين للحافظ المتقن قاسم بن أحمد

    الواسطي الشافعي، وقرة العين في مناقب أبي العلمين للشيخ الإمام العارف بالله تقي الدين

    علي ابن المبارك بن الحسن بن أحمد بن باسويه الواسطي، وغير ذلك من المؤلفات.

    *** وفاته رضي الله عنه :

    عندما بلغ الإمام أحمد السادسة والستين من عمره مرض بداء البطن ( الإسهال الشديد ) وبقي رضي الله عنه مريضا أكثر من شهر ، وكان مع خطورة مرضه يتحمل الآلام الشديدة بدون تأوه أو شكوى ، مستمرا وثابتا على تأدية الطاعات والعبادات التي اعتاد عليها بقدر استطاعته إلى أن وافته المنية يوم الخميس الثاني عشر من شهر جمادى الأولى عام 578 هجرية ، ودفن في قبة جده لأمه الشيخ يحيى البخاري في بلدته أم عبيده ، وكان يوما مهيبا ، رحم الله الإمام أحمد الرفاعي وأعلى مقامه في الجنة .

    عليك بأوراد الرفاعي انها -

    إلى شيخ اشياخ الطرائق تنسب

    * * * * *

    وداوم عليها فهي حصن وجنة -

    ودرع لدفع النائبات مجرب

    * * * * *

    وباب لوصل العبد بالله عامرٌ -

    ونهج به للمصطفى يتقرب

    - – - – - – - – - – - – - – - – - – - – - – - – - – - – - – -

    مصباح الجمال ** عنوان الجلال

    الغوث الرفاعي ** سلطان الرجال

    تاج الأولياء ** عِزُ الضعفاء

    غوث الفقراء ** ينبوع الكمال

    مقتدى الأئمة ** شيخ كل الأمة

    كَشَّاف المهمة ** حلال العقال

    السيف المهند ** والسهم المجرد

    سيف العرجا أحمد*محمود الخصال

    سيد الأقطاب ** موئل الأجباب

    ملجأ الطلاب ** ممدوح الفعال

    أمه البتول ** جده الرسول

    سيفه مسلول ** يوم ضيق الحال

    فردُ أهل الله ** رُكن أهل الجاه

    ذو القلب الآواهِ ** والمقام العالِ

    كاشف التقييد ** عن حما التوحيد

    كافل المريد ** حامِلُ الأثقال

    فاتح الأبواب ** ناصر الكتاب

    حُجةُ الأنجاب ** ملجأ الأبــدال

    مَرجِع الأفراد ** مَقصِد الأوتاد

    سيد الزهاد ** قائد الأبطال

    نال السر المخفي * يوم لَثْمِ الكف

    وعلا بالوصف ** كل غوثٍ عال

    ذكرهُ كالحرز ** أو كتبر الكنز

    هو شمس العز ** في سما الإقبال

    بالنفس الرفيعة ** أَحسَنَ الذريعة

    جدد الشريعة ** بالعزم الفَعّال

    هدد ركن الشَطح * بصحيح الفتح

    وآتى بالمنح ** لذوي الأحوال

    مجدهُ إذ يُحسبْ ** للرسول ينسب

    وهو السيف الأشطب * للعدو القالي

    مٌلحِق المَمْلوك ** بِغُرِ الملوك

    وهوَ في السلوك ** كعبة الآمال

    أوحَدُ الأخيار ** وارثُ المختار

    نائب الكرار ** في كلِ الخِلال

    ترجمان الخلق * عند رسول الحق

    شمس قطر الشرق * كوكب المعالي

    فالرضا يغشاه ** من ندى مولاه

    ما سَمت علياه ** قبةَ الهلال

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 4:04 am